El-Binyeviyye Ve Ta‘Lîmu'l-Luğati'l-Arabiyye 

الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على أشرف المُرسلين وأفصح مَن نَطق بالضَّادِ في العّالمين، المُعلِّم الأوّل والقُدوة الحَسنة للمُسلمين في كلِّ وقْت وحِين، أمّا بعدُ:
فهذا الكتاب من دراسةٍ أجريتُها للحصول على الشهادة العالمية (الدكتوراه) في جامعة القاهرة، وقد حاولت فيها الرَّبط بين النظرية البنيويّة - وهي نظرية لغويّة محضة – وتعليم اللغة العربية بمهاراتها وقوانينها، ورغم أنَّ هذه الدِّراسة (الجانب العملي فيها) قد أُجريت في ظروفِ الحرب الطاحنة في سوريا، إلّا أنّنا حاولنا انتهاج الأسلوب العلمي وتحقيقه قدر الإمكان.
وتَجِدُ في هذا الكتاب كلاماً مُفصّلاً عن النظرية البنيوية ونشأتها ومؤسسها وأهميتها في تعليم اللغة ومستوياتها (الصَّوتي، الدَّلالي، الصرفي، النحوي) ومدارسها التي شاعت في أوربا وأمريكا وأهمّ روّادها.
كما تحدّثنا عن مهارات اللغة العربية والنحو والصرف وأهداف تعليمها في المرحلة الثانوية، ثُمَّ ربطْنا بين تعليم اللغة العربية وبين المنطق الذي تتبنّاه النظرية البنيوية، وذلك من خلال اقتراح استراتيجيّة تعليمية قائمة عليها.
وحتى لا يشعر القارئ بالملل فله أن يجِد بين طيّات هذا الكتاب كلاماً عن التراث العربي الذي أسّس لأفكار النظريّة البنيوية التي تُنسَبُ للعالم السويسري دي سوسير، بل على العكس تماما فما جاء به سوسير ومِن بعده الأمريكي تشومسكي ما هو إلا إعادة طَرح لأفكار الجُرجاني وغيره من علماء اللغة العرب. كما تَجِد كلاماً ماتِعاً عن الكفاءة اللغوية والتواصلية وعن الأسلوب والطريقة والاستراتيجية والمدخل والنظرية وعن أشياء تربوية لغوية أخرى..